الأربعاء، 15 يوليو 2009

ربّ صدفة


اليوم قائظ ، فأشعّة الشّمس تنصبّ على الإسفلت فتحوّله بركانا دون حمم فيتحالفا على جسمي المتعب والعائد من أرض يغطّيها الجليد بعد غربة سنين عشرة ، كنت بالكاد ألتقط الأنفاس فتدخل جثّتي وتزيدها حرارة على حرارة ، كان عليّ أن أفهم هذا منذ غادرت النّزل فلاحظت اقفرار الشّوارع إلاّ ممّن قضت عليهم ظروف العيش الكفاح المستمرّ لمقاومة الفناء ، كنت كلّما رأيت واحدا منهم ذكرت خبر حيّات صحراء بلعمبر الّتي أوردها الجاحظ في كتابه " الحيوان " وأذكر يوم درسنا هذا الخبر مع أستاذنا ووصلنا إلى كون الحياة كفاح وليست هبة، ولكن كان صديقنا عبدالعزيز يضحك من فكرتنا هذه ، كيف لا ووالده يوفّر له كلّ ضرورات العيش وكماليّاته ، فكم من مرّة اشتهيت أن يكون لي قلم في أناقة قلمه أو معطف في أناقة معطفه ، لم أدر من أين يأتي بأشيائه الجميلة ، ولكن آخر مرّة التقيته فيها بلندن ، وكان مصحوبا بزوجة شابّة جميلة تخجل أشعّة الشّمس من ملامسة جلدها الرّقيق، الأكيد أنّها قابعة في مكان ظليل الآن وأنا أحترق بأشعّة الشّمس ووهج الاسفلت ، وأمرّ بكشك بيع جرائد ويدخل أذنيّ غصبا عنّي صوت
مذيع النّشرة الجويّة قائلا : " بلغت درجة الحرارة اليوم في العاصمة سبعا وثلاثين درجة في الظّلّ " ألتفت حولي وأحتجّ في داخليّ " أين هو هذا الظّلّ الظّليل ؟ ! " وأمضي ، وتعتمل بداخليّ أفكار ومشاعر متضاربة وأستحضر لحظات الصّقيع في لندن حيث كنت لا أتجرّأ على مدّ يدي خشية أن تتجمّد ، وأحسّ بشيء من البرد يتسرّب إليّ رغم لفح الهجير ، وأستحضر صورة أمّي يوم سفري وقد دسّت في حقيبتي مصحفا " جزء عمّ " وصرّة من تراب الوليّ الصّالح كي يحمياني في الغربة ، وعند خروجي سكبتْ ورائي قدحا من الماء لأعود سالما غانما ، كما يقول أهل قريتي ، أمّي امرأة طيّبة عاشت
في وسط يخلط بين المتناقضات ، فلم تشعر ببعض التّناقض في سلوكها، على كلّ ، مضيت ومعي المصحف ، وألقيت صرّة التّراب في أوّل حاوية فضلات اعترضتني أمّا الوالدة ، فلم يمض على وصولي لندن سنة وبضع أيّام حتّى وصلتني برقية نعيها ، وددت لو توفّر لي مال لأواكب دفنها ، ولكن ما باليد حيلة ، أقمت لها جنازة صوريّة ، كنت
وحدي في ذلك الرّكن الّذي اكتريته ، أغمضت عينيّ واستحضرت جثمانها ، أقمت لها جنازة هادئة ، صلّيت عليها الجنازة ثمّ واريتها التّراب فتملّكتني "هيستيريا" من البكاء ، كما لم أبك طوال حياتي الماضية بكيت ، وبكيت ولا من معزٍّ ، حتّى بدأت خيوط الصّباح تتسلّل إلى غرفتي الّتي ما بالرّكن غيرها ، فانطلقت إلى محطّة القطار لأتسلّم لفيفة الجرائد الّتي عليّ أن أوزّعها على الشّقق ، وكان هذا عملي الّذي يقيني الحاجة في لندن ، ولكنّه لا يدرّ عليّ إلا ما أستطيع به المحافظة على البقاء . بعد أيّام أتاني نعي أبي هذا الّذي كان ركيزة أستند إليها طوال حياتي الأولى ، وبكيت ، وحوّلت ركني إلى مقبرة ، أستودعها كلّ ذكريات الصّبى الجميل ، كانت شرائط بالألوان تمرّ برأسي ، لأتّقي بها لفح الهجير وأستمرّ .
وفجأة رفعت رأسي فإذا قبالتي بناء جميل تعلوه لافتة كتب عليها بخطّ ديوانيّ " محراب الفنون " وقفزت إلى ذهنيّ ذكريات أخرى حين كنت تلميذا أجد متعة لا توصف في التّعبير عن نفسي برسوم يستغربها مدرّسيّ والأصدقاء لأنّها لا تشبه شيئا ، وكانت تخلخل أدمغتهم فيسخرون منّي أحيانا توقّيا من ظهور عجزهم على استقرائها للعيان ، كنت أعرضها وأرفض الكلام عنها والإجابة عن الأسئلة ، حتّى أنّ أستاذة الرسّم أسندت لي درجة الصّفر مرّة لأنّي رفضت الإجابة عن سؤالها حول ما رسمتُ ، قبلت جزاءها ولم أتألّم، وإنّي إلى الآن لأتساءل : " لماذا لم أتألّم لظلمها ؟ ! ؟ " . راودتني فكرة ولوج هذا المحراب ففعلت ، وإذا نسمة باردة تداعب جلدتي منذ ولج الباب ، وسرت في نفسي شعريرة ، لا أدري أهي نشوة التّخلّص من الرّمضاء أو هي الارتماء في مكان به فنّ ؟
كان المكان مكيّفا إلى درجة أنّي أحسست نفسي قد قفزت من فصل إلى فصل أو من بلد إلى بلد أو من قارّة سمراء إلى قارّة زعموها عجوزا، ولكن عودها ما زال صلبا في الموازنات الدّوليّة ، وفي شتّى المجالات .
كان الضّوء خافتا واللّوحات معروضة بتنسيق جيّد في جوّ يوحي بالشّاعريّة، وتذكّرت تطاولي على كتابة الشّعر ، وكيف قبرت هذه الرّغبة مع أوّل صدّ من أستاذي ، هذا الرّجل طيّب ولكنّه يغار على مملكة الشّعر ، ولا يطرب إلاّ للشّعر القديم وأشعار بدر شاكر السّياب وأمل دنقل وأبي القاسم الشّابيّ وجبران ومحمود درويش ونزار قبّاني ، ويتجلّى ذلك في النّماذج الّتي كان يقترحها علينا في درس العروض كما في سائر دروس اللّغة .
بدأت بتأمّل اللّوحات فإذا كلّ واحدة منها توحي لي بأنّي رأيتها قبلا وهو ما أثار دهشتي ، وقفت أمام لوحة فيها استنساخ رديء للوحة دي فانشي الشّهيرة ، بقيت أبحث عن إضافة صاحب المعرض، لعلّه أراد إضافة فكرة لعمل ذاك الفنّان العالميّ ، بحثت بين التّعرّجات
والألوان ، سبرت أغوار فضائها ، ولكن مخيّلتي لم تفدني بشيء، ونسيت لفح الهجير ، وغصت في اللّوحة ، ونسيت أنّي ألوذ بهذا المحراب من قسوة العالم الملتهب ، وأصبحت أنقد من وفّر لي فرصة ذلك، وضحكت في داخلي على هذا التّناقض وتذكّرت قول الوالد رحمه الله : " تأكلون الغلّة وتسبّون الملّة " ، وما أنقذني من استغراقي ذاك إلاّ يد بيضاء ناعمة امتدّت لي بقائمة بها عناوين اللّوحات وأسعارها وصوت رقيق ينبعث من وجه أليف / غريب : " مراد أهلا ، متى عدت ؟ " ارتفع منسوب الذّهول لديّ ، وتساءلت : "أتعرفني ؟ أتراني صرت نجما من نجوم هوليود دون علم منّي ؟! " واستغرقت في لوحة الذّكريات علّي أجد لهذا الوجه أثرا ولكن محدّثتي لم تبال بذهولي وأضافت : " أما عرفتني ؟ ألم نلتق في لندن؟" وحاولت استحضار كلّ الوجوه العربيّة الّتي التقيتها هناك ، وما وجدت هذا الوجه لا أذكر إلاّ ذاك الملتحي الّذي اصطحبني يوما ليشغّلني عنده فإذا بي أكتشف أنّه يريد توظيفي في أعمال لا تقبلها ذائقتي باسم الدّفاع عن الإسلام لأنّي أومن
أنّ الإسلام دين أمن وسلام ، أو وجه ذلك الّذي أراد أن يشغّلني في أعمال منافية للآداب ولتربيتي ، أو صورة تلك الفتاة الّتي كانت تبحث عن زوج تسكن إليه فاطمأننت إليها ، ولكنّها سرعان ما مجّتني حين اكتشفت تعبي ... دون أن أرفع رأسي أجبت : " للأسف لا أذكرك ، هلاّ ذكّرتني ؟ " فجاءني الجواب منسابا كماء ينحدر من شلاّل شاهق : " زوجة صديقك عبدالعزيز لقد حدّثني طويلا عنك بعدما التقيناك في لندن ، حدّثني عن مواهبك المتعدّدة وعن عنادك وعن تفوّقك الدّراسيّ ، وعن هيفاء الّتي كنت تحبّها ... " وشردت وظلّت تتحدّث وتساءلت في باطني : " عبدالعزيز ، صديقي ؟ ! ؟ " وأتاني صوت من داخليّ : " أمازلت في حقدك الطّبقيّ ؟ تغيّر العالم ولم تتغيّر تحطّم جدار برلين ولم تتغيّر؟ ..." همست :" تشرّفت بك ، أهلا أأنت زائرة للمعرض ؟ أم لذت من حرّ الهجير مثلي ؟ " ضحكت بصوت معتدل وألقت إليّ : " أنا ؟ أنا صاحبة كلّ هذه اللّوحات " عدت إلى القائمة الّتي بين يديّ، قرأت العناوين فإذا هي مستمدّة من معجم رومانسيّ فانشرحت نفسي واطمأننت للسّيّدة زوجة زميل الدّراسة ، ألقيت نظرة على أسعار اللّوحات فعاودني لفح الهجير بلا هجير وقلت في باطني : " عبدالعزيز لم يرث عن والده المال وحسب وإنّما الجشع الطّبقيّ السّاعي إلى استثمار كلّ شيء لتحقيق الثّراء ، حتّى زوجته يريد استثمار قدراتها في الرّسم " وأنقذني من غطرستي صوتها : " أتريد مساعدة ؟ " ثمّ إلى شابّ يمسك آلة تصوير :" تعال والتقط لي صورة مع مراد إنّه صديق عزيز " وتملّكتني الدّهشة لأنّها نعتتني للمرّة الثّانية بالصّديق وألصقت بها صفة العزيز ، رفعت رأسي مبتسما ودسست في تلعثم : " العفو ، هذا لطف منك " التقط الفتى أكثر من صورة وكأنّه صحافيّ يخشى أن يفلت منه حدث هامّ ومضى ، وهمست زوجة صديقي : " سأدعوك إلى الغداء اليوم فلا تغادر ، سأنتظرك ، واصل التّمتّع بلوحاتي، سأعد نفسي في الأثناء لنغادر معا ، يوجد مطعم قريب يقدّم أكلات راقية ، ستكون ضيفي Ok ؟ " لم تترك لي فرصة قبول الدّعوة أو الاعتذار ومضت إلى باب داخليّ مكتوب عليه " ممنوع الدّخول على العموم "
وتذكّرت أنّي من العموم وسأظلّ كذلك ، سلّيت نفسي بمواصلة متابعة الفرجة في اللّوحات مقارنا بين الأصل والعنوان والثّمن ، فتارة أقف أمام إحداها متمعّنا وطورا أمرّ مرور جاهل بكتاب من النّفائس، ولم يقطع عليّ فرجتي إلاّ صوتها : " ها قد أعددت نفسي هيّا لنغادر سأنتظرك في سيّارتي ، أعتقد أنّك لا تملك سيّارة ههه " قلت : " لا أملك حتّى رخصة القيادة " ولكنّها لم تتوقّف لتسمع ما قلت، فقد مضت ، ووجدتني أضع قائمة اللّوحات على مكتب جميل معدّ للغرض وألحق بها وأنا لا أدري لماذا أطعتها أهو الفضول ؟ أم لطفها أم أشياء أخرى ؟ ذهبت بي شطحات الفكر كلّ مذهب ... .
غادرت محراب الفنون ، التفتّ يمينا فشمالا ، ولم أر للمرأة أثرا ، لقد كان المكان خاليا إلاّ من بضع سيّارات راسية ، فاجأتني مقهقهة وقد خفضت بلّور السّيارة المدخّن ، التحقت بها ففتحت لي الباب ، ركبت فغلّقت النّوافذ فإذا السّيّارة كأنّها اقتطعت من المحراب برودة ، انطلقنا وكنّا نرى من بالخارج ولا يرانا أحد ، ولا أدري كيف سمح لها بهذا البلّور الممنوع قانونا ، ما هي إلاّ لحظات ، حتّى توقّفت بمكان يوحي لك بأنّك لست في بلد عربيّ
معمار منسّق بذوق ، ولافتات تذكّرك بأجمل محلاّت لندن ، وشارع نظيف ... دخلنا مطعما ، كلّ ما فيه يوحي بطابع غربيّ ، الأضواء الخافتة ، التّكييف كيفيّة وضع الطّاولات والكراسي ، وعناقيد الزّهور المتدلّية في كلّ مكان وصور بعض نجوم هوليود ونجوم كرة القدم العالميّة وصوت الموسيقى الهادئة المنبعث من مكان هادئ في غناء أمريكيّ " Hotel California" لفرقة لا يحضرني اسمها الآن ، جلسنا إلى مائدة منزوية ، نظرت إليّ مضيّفتي وقالت : " أكيد أنّك تعوّدت على أكلات لندن وعلى المطاعم اللّندنيّة الفخمة " ضحكت في داخليّ ولم أجبها ، بل أردت تغيير الموضوع ، فتناولت قائمة المأكولات ، ألقيت عليها نظرة ، وشهقت شهقة كادت تكشف ما بداخلي أكلات لمختلف أصقاع الأرض إلاّ وطنيّ ما خلا " الكسكس " وهي أكلتنا الشّعبيّة الأولى ، وأسعار توحي بأنّنا في بلد غير البلد وتساءلت في باطنيّ : " ترى كم على العامل اليوميّ البسيط أن يدّخر من يوم عمل ليستطيع استضافة زوجته وعياله في مثل هذا المكان " ووجمت ، ولكن مضيّفتي أنقذتني من هذا الوجوم : " أكيد أنّك ستختار أكلة غربيّة " أجبتها بابتسام وهززت رأسي موافقا أو قد أكون ساخرا ، ممّا سخرت ؟ لا أدري ! جاء النّادل يسترشدنا الطّلبات فبدأت جليستي ، تسرد قائمة من المطلوبات من مفتّحات وأطباق رئيسيّة ولحوم وأسماك ، وكأنّ المجاعة تطرق بابها سجّل طلباتها ثمّ التفت إليّ مستفسرا ، فقلت : " هات صحن كسكس بلحم الضّأن " ظلّ ينتظرني فقلت له : " هذا يكفيني " فابتسم ابتسامة ماكرة
ومضى ، وانتهزت مجالستي فرصة غيابه : " أتكتفي بهذا ؟ " هززت رأسي بالإيجاب ، فصمتت ، ولعلّها أدركت عدم رغبتي بمواصلة الحديث في الموضوع فقد تعلّمت أنّنا نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل ، وأنّ الغذاء لحفظ بقاء النّوع ولا للتّزيّن ، ككلّ رغباتنا البيولوجيّة ، ولو فتحت هذا الموضوع مع المواطن العربيّ لانعقدت المجالس وانفتحت الحلوق والأحداق وأشياء أخرى . حضرت المأكولات فانصببت على طبقي آكل وأرفع بصري في استحياء بين الفينة والأخرى إلى زوجة زميل الدّراسة الّتي كانت تأكل قليلا من كلّ طبق ، ثمّ ترحل إلى غيره ، وانتابني دوار داخليّ ، وتذكّرت مشاهد المجاعة الّتي تبثّها منظّمة اليونيسيف في بعض القنوات التّلفزيّة ، وتذكّرت أولئك الأطفال الّذين تحاكي أجسامهم الأخطبوط حيث الرّؤوس بارزة والأجسام عظام غلّفها جلد أسود في الغالب ، وتألّمت في
صمت ، كأنّها شعرت بألمي ، فأرسلت ابتسامة في رقّة الزّهور ، رددت بمثلها .
أنهينا الأكل فدعت النّادل ليحضر لنا مشروبا ، طلبتْ عصير فواكه وطلبتُ كأس شاي أخضر ، فابتسم معتذرا ، تفهّمت وطلبت عصير برتقال ، فمضى . تلفتّ إلى زوجة زميل الدّراسة ، ولا أدري أيّ شيطان وسوس لي فبادرتها قائلا : " تصوّري ، إلى الآن لا أعرف عنك شيئا سوى كونك زوجة عبدالعزيز ؟ " ولا أدري أنّي فتحت على نفسي شلاّلا من كلام الفخر المشحون بشيء من التّعالي الأنثويّ اللّذيذ ، فهي تنحدر من أسرة ثريّة أجبرتها على دراسة الطّبّ رغم ميلها الفطريّ إلى عالم الفنون والرّسم تحديدا ، واسمها فاتن ، ولأوّل مرّة أقف على مسمّى يشبه اسمه ، فكلّ ما فيها يوحي بالفتنة ، بياض بشرتها النّاعمة شعرها المنسدل ، أنفها الصّغير المستعلي في استحياء ، عيناها السّوداوان اللّذان يخالطهما حور عجيب يشدّك إليها ، طريقة كلامها وسلاسة لفظها ... تحصّلت على شهادة الطّبّ ، ثمّ تخلّت عن هذا القطاع ولم تمارس يوما هذه المهنة ، صبّت كلّ اهتمامها في الرّسم خاصّة بعدما تزوّجت عبدالعزيز لها محاولات في كتابة الشّعر والقصّة القصيرة والخواطر ، لم تنجب أطفالا وقد اكتشفت أنّ زوجها عقيم ، وعندما علمت هذه المعلومة استيقظ حقدي الطّبقيّ وابتسمت ابتسامة ماكرة ، ولكن صوتا بداخليّ أخمد ذلك وأعاد لي أدبي ، ولا أدري ما الّذي دار بخلدي فجأة ، نظرت إلى ساعتي ، ودعوت النّادل قدّمت له ثمن ما أكلت رغم احتجاجها بكوني ضيفها ، وتظاهرت بأنّ لي موعدا هامّا عليّ اللّحاق به ، رجتني أن أنتظر حتّى توصلني بسيّارتها فأخبرتها أنّ الموعد مع امرأة تثور غيرتها وتعنف كلّما اقتربت منّي أنثى، قالت : " متى نراك ثانية ؟ أريد أن نستضيفك في بيتنا " قلت : " دعي الأمر للصّدفة ، فربّ صدفة أفضل من ألف ميعاد " ومضيت حيث لفح الهجير .
ومن ذلك اليوم لم أرها ثانية ولا عبدالعزيز ، ولا سعيت إلى التقائهما ، ولكن لا أملك تبريرا لذلك إلى اليوم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ انتهت ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق